اخترعها سيدني لوب وسرينيفاسا سوريراجان.
مخترع نظام التناضح العكسي
التناضح العكسي هو طريقة تستخدم على نطاق واسع لتنقية المياه وقد أحدثت ثورة في الطريقة التي نحصل بها على مياه الشرب النظيفة. ولكن هل تساءلت يومًا من اخترع هذا النظام الرائع؟ في هذه المقالة، سوف نتعمق في تاريخ التناضح العكسي ونكتشف العقل العبقري الذي يقف وراء اختراعه.يمكن إرجاع مفهوم التناضح العكسي إلى أوائل القرن الثامن عشر عندما بدأ العلماء بتجربة عملية التناضح. التناضح هو الحركة الطبيعية لجزيئات المذيبات عبر غشاء شبه منفذ من منطقة ذات تركيز ذائب أقل إلى منطقة ذات تركيز ذائب أعلى. هذه العملية ضرورية للحفاظ على توازن السوائل في الكائنات الحية.لم يتم تطوير نظام التناضح العكسي كما نعرفه اليوم إلا في منتصف القرن العشرين. كان الرجل الذي يقف وراء هذا الاختراع الرائد هو الدكتور سيدني لوب، وهو عالم ومهندس أمريكي. قدم الدكتور لوب، إلى جانب شريكه البحثي الدكتور سرينيفاسا سوريراجان، مساهمات كبيرة في مجال تكنولوجيا الأغشية.في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، بدأ الدكتور لوب والدكتور سوريراجان تجربة الأغشية الاصطناعية لفصل الماء عن الأملاح الذائبة. واكتشفوا أنه من خلال الضغط على المحلول الملحي، يمكنهم دفع جزيئات الماء عبر الغشاء مع ترك جزيئات الملح خلفهم. أصبحت هذه العملية تُعرف باسم التناضح العكسي.أدت أبحاثهم الرائدة إلى تطوير أول غشاء تناضح عكسي عملي في عام 1962. وكان هذا الغشاء مصنوعًا من أسيتات السليلوز، وهي مادة تسمح بتنقية المياه بكفاءة. مهد اختراع الدكتور لوب والدكتور سوريراجان الطريق للاستخدام الواسع النطاق للتناضح العكسي في محطات تحلية المياه، ومرافق معالجة المياه، وحتى أنظمة تنقية المياه المنزلية.اكتسب نظام التناضح العكسي شعبية سريعة نظرًا لقدرته على إزالة نطاق واسع من المياه من الملوثات من الماء، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والمعادن الثقيلة والمواد الصلبة الذائبة. لقد أصبحت أداة أساسية في المناطق التي كان فيها الوصول إلى مياه الشرب النظيفة محدودًا.على مر السنين، أدت التطورات في تكنولوجيا الأغشية إلى تحسين كفاءة وفعالية أنظمة التناضح العكسي. حلت الأغشية المركبة ذات الأغشية الرقيقة، المصنوعة من مادة البولي أميد، محل أغشية خلات السليلوز، مما يوفر أداء أفضل وعمرًا أطول.اليوم، تُستخدم أنظمة التناضح العكسي على نطاق واسع في العديد من الصناعات، بما في ذلك الأدوية وإنتاج الأغذية والمشروبات وتصنيع الإلكترونيات. لقد أصبحت أيضًا خيارًا شائعًا لتنقية المياه السكنية، مما يوفر للأسر مياه شرب نظيفة وآمنة.وفي الختام، فإن نظام التناضح العكسي، وهو اختراع رائع أحدث ثورة في تنقية المياه، تم تطويره على يد الدكتور سيدني لوب والدكتور سرينيفاسا سوريراجان في منتصف القرن العشرين. لقد مهدت أبحاثهم وتطويرهم الرائد لأول غشاء عملي للتناضح العكسي الطريق للاستخدام على نطاق واسع لهذه التكنولوجيا في مختلف الصناعات والأسر في جميع أنحاء العالم. وبفضل براعتهم، يمكننا الآن الاستمتاع بمياه شرب نظيفة وآمنة وخالية من الملوثات.